الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في مبادرة مميزة: تلاميذ المعهد الثانوي بماطر يعرضون مسرحية «محاكمة سقراط»

نشر في  18 أفريل 2016  (11:30)

في مبادرة مميزة، يعرض نادي الفلسفة بالمعهد الثانوي طريق طبرقة ماطر عشية يوم السبت 23 أفريل 2016 بدار الشباب بماطر مسرحية بعنوان «قضية عدد 399 ق م» التي أشرف على كتابة نصها الأستاذ فتحي السعيداني (استاذ فلسفة).

وقام بأداء الأدوار في المسرحية مجموعة من تلاميذ وتلميذات المعهد، وهي عمل درامي تراجيكوميدي مستوحى من واقعة محاكمة سقراط.

ولئن كانت هاته المبادرة هي الأولى من نوعها داخل الوسط المدرسي بمدينة ماطر فإنّها لاقت اعجاب واستحسان كافة متتبعي الشأن الثقافي بالجهة على غرار السيدان نبيل بن حمدان أمين المكتبة العمومية ورشيد بن موسى مدير دار الشباب بالجهة وكافة مكونات المجتمع المدني.

وهذا وقد علمنا أنّ المسرحية سيقع عرضها لاحقا بكامل جهات الجمهورية وأول عرض سيكون لها خارج مدينة ماطر ببنزرت.

وبالمقابل نأمل أن تنسج بقية المعاهد على منوال المعهد الثانوي طريق طبرقة ماطر.

 تقديم مسرحية "قضية عدد 399 ق م"

"هو عمل درامي تراجيكوميدي مستوحى من واقعة محاكمة سقراط يتراوح فيه الأداء التمثيلي بين المأساة والملهاة تلتقي فيه لحظة الإغريق بالزمن الراهن ويستعيد فيه التاريخ وحدته ضمن صياغة جديدة لمحضر المحاكمة حين تمثل قضية سقراط ثانية أمام أنظار العدالة الانتقالية بعد إسقاط قانون سقوط الأجسام.

سقراط الناشد للنظام والمكترث للفوضى التي جلبتها الديمقراطية المزعومة لمدينته حيث مارس فيها الاناس للمرة الأولى فضيلة حرية التعبير.

هل حوكم بتهمة إفساد شباب أثينا كما يصرح المدعي الأثيني انيتوس؟

فسقراط أستاذا لتلميذين انقلابيين أسقطا التجربة الديمقراطية وارتكبا فظائع كثيرة قبل أن يتكتل الشعب ضدهما ويستعيد حريته التي سلبتها منه «ديكتاتورية الثلاثين».

لقد ثار هؤلاء المعجبون بأسبرطه ضد ديمقراطية أثينا وحكموا البلاد بالحديد والنار، وكان بينهم «خارميدس» و«كربتياس» التلميذان النجيبان لسقراط.

كان يفترض من الفيلسوف ألا يجادل الشباب حتى لا يستهويهم النظام الاسبرطي الذي جلب الشؤم للمدينة خلال القرن الرابع قبل الميلاد، من المؤسف أنه كلما ازدادت الحقيقة وضوحا ازداد أعداؤها. هل نمضي في تبرير كل شكل من أشكال المدن الحرة المفتوحة كالنموذج الأثيني؟

قد تقتضي الحاجة أن نموت من أجل الوطن لأن دماء الشهداء هي التي ترسم حدود هذا الوطن، "فالذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي سرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه"، -تشي جيفارا-.

ولكن أشد معركة نحن أحوج اليها هي مقارعة الجهل لأن الجهل أصل كل شر، ساعتها تكون رسالة التربية الحقيقية لا في اعداد المستقبل لأولادنا، ولكن في حسن اعداد أولادنا للمستقبل، ألم يرتج سقراط من مواطنيه مخرجا تربويا يكفرون به عن ظلمهم هو اتاحة سبيل الدربة على التفلسف أمام أبنائه حتى لا يفقدون انسانيتهم".

كلمة المشرف على نادي الفلسفة

 

طارق الكعبي